من زمان.. كثير زمان.. كنت مشتركة بدورة رسم.. مثل هاي الدورات الّي بعملوها بالنوادي الثقافية..
بس الفرق كان انه دورتي مكانتش بنادي ثقافي.. ولا مدرسة.. ولا مؤسسة.. ولا كليّة..
دورتي كانت بدار سيدي.
الظاهر في جين فنّان انتقل بالعيلة :)
المهم.. معلّمتي الرسم كانت بنت خالي.. وكانت عاملة دورة شخصية لأكم بنت وولد.. وقتها كان عمري 12 سنة؟ يمكن اقل..
كنّا نلتقي مرة بالأسبوع (يوم جمعة).. 3-4 ساعات كل لقاء.. بس رسم.. اقعد وارسم.. فش تلفون.. فش ضجة.. فش ميمعة ولاد صغار بالحارة..
في رواق.. موسيقى.. ورسم..
كنت اعشق يوم الجمعة.. كان عندي هذا اليوم اهم يوم بالاسبوع.. اظل استنّاه.. وبس يخلص اللقاء.. استنّى الّي بعده..
مكانش اشي يردني عنّه.. لا امتحان.. ولا دراسة.. ولا مرض.. ولا عرس.. ولا اشي..
من اكثر الشغلات الي بتذكّرها بهاي الدورة كيف كنت ارسم من كل قلب ورب لوحة.. وآجي الاسبوع الي بعده معلّمتي راسمتلّي دوائر (بتنمحاش) على كل غلطة وغلطة.. كنت ازعل.. انبعص ومرّات اعيّط.. بس ما اخلّيها تحس علَي..
كنت اقول بعقلي.. "اوكي..! هيك يعني؟ انا بفرجيكي!"
كان الاشي يتعبني.. كانت تخلّيني اصحّح غلطتي بالقوّة.. وانا كنت ارد التحدي.. شوي شوي بطّل في اشي تحوطه بدائرة..
فاتّبعت طريقة جديدة.. (مش قليلة هي.. بتعرف كيف تعذّبني) صارت شو تعمل؟ تستنّى لحتى اخلّص اللوحة واكون مبسوطة فيها ومكيفة عليها واتباها فيها.. آجي الاسبوع الّي بعدة الاقيها قاصصتلّي ايّاها لـ 8 قطع ومرّات اكثر.. :)
كانت دايمًا تقلّي بس اسألها ليش هيك بتعمل : "ولا مرّة تنغرمي بأعمالك.. "
وكمان من الجمل الّي كانت تحكيهن ولليوم براسي.. وما بنساهن : "اطلّعي الف مرّة.. وارسمي مرّة واحدة.. "
كنت بهاي الدورة لفترة 6 سنين.. 6 سنين من حياتي كان يوم الجمعة يومي.. بعد ال 6 سنين، بآخر لقاء (مكنتش اعرف انه آخر لقاء) حكتلي : "انت صرتي جاهزة انك اتطيري لحالك.. "
لليوم.. اللوحة الّي كنت اشتغل عليها وقتهاـ مش خالصة. ولليوم هاي اللوحة عندي.
انا بفكّر.. انه شي يوم رح ييجي.. وامسك هاي اللوحة.. او بكمّلها او بمزّعها..
اليوم انا بشتاق كثير.. بشتاق لهاي الدورة.. بشتاق لدار سيدي.. بشتاق للكنبايات الصفر.. بشتاق لأيام ما كنت اروّح عند امّي كلّي الوان بتروحش عن الاواعي وتصير تصيّح علي.. بشتاق للأنا الموهوب فيّ الّي نايم آخر فترة..
بس.. هذا الاشتياق هوّي الّي بقوّي.. وهوّي الّي بخلّيني ما استسلم للخمول والخبل.. وهوّي الّي بحثني انتج وابدع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق